ما أن نعلم أن توقيع أي عمل درامي يحمل اسمها حتى ندرك سلفاً أننا سنقع أسرى كادراتها وتقنيتها الخاصة في إدارة الممثلين وبراعتها في إبراز المشاهد كما يعشق المُشاهد.
..
إنها المخرجة السورية البارعة رشا شربتجي التي لمع اسمها في عدد كبير من الأعمال التلفزيونية ولا يزال بريق بصمتها يزداد توهجاً يوماً بعد يوم.
"الفن" إلتقى شربتجي في دردشة من القلب وكان هذا الحوار.
بعد انتهاء عرض مسلسل "سمرا"، ماذا تحضّرين اليوم؟
بين يدي نصوص عديدة لكنني لا أزال في مرحلة القراءة. توجد شركة إنتاج سورية جديدة ولها مكانة خاصة في قلبي وأفضّل أن يكون عملي الأول معها من خلال مسلسل سوري- لبناني مشترك.
مَن من الممثلين المشاركين في "سمرا" فاجأك بأدائه؟
لا أنفي أن أداء جميع الممثلين كان رائعاً، لكن نادين نسيب نجيم فاجأتني بمحبتها لكل لحظة في العمل فلديها حالة شغف مستمرة، في وقت فاجأتني فيه سمر سامي بطريقة تقديمها لشخصية صعبة جداً... والأهم هو مجموعة الشباب اللبنانيين والمميزين الذين شاركوا في المسلسل، ولن أتحدث هنا عن باميلا الكيك لأنها نجمة، لكن بالفعل لفتني وسام حنا وجنيد زين الدين وأنا متأكدة أن لديهما طاقات تمثيلية تبلغ أضعاف ما شاهدتموه في "سمرا".
لا شك بأن الأزمة السورية اليوم أثرت سلباً على الإنتاج الدرامي المحلي. برأيك، هل تشكّل الدراما العربية المفتوحة والإنتاج المشترك عنصراً مسانداً؟
برأيي، إنها شراكة متبادلة وانطلقت شرارتها في الوقت المناسب. الحمدلله، على الرغم من الظروف الصعبة تمكنّا من مساعدة زملائنا خارج بلدنا ووضع نَفَس مختلف جعل الناس يقولون إن السوريين يقدّمون شيئاً جميلاً ومختلفاً وفي الوقت نفسه فتح الباب أمام انتشار الدراما السورية بغضّ النظر عن المشاكل الداخلية وأهمها التسويق، وكذلك أبواب العمل للممثلين السوريين الموجودين في الخارج. باختصار كما استفادت... أفادت.
يشكو البعض من قلّة عدد كتّاب الدراما وكذلك الكوميديا. كيف تصفين الأمر؟
إنها المشكلة الأزلية التي يعاني منها المخرجون. بعد انتهاء أي عمل يبدأ صراع المخرج في اختيار النصوص التي تصله بالعشرات وأحياناً بالمئات، وهنا تنطلق رحلة البحث عن نص جديد وحوار مبتكر ومختلف.
المشكلة تكمن في القصة نفسها أم في السيناريو؟
غالباً المشكلة تتلخص في السيناريو... مشكلتنا في النصوص والاستنساخ، فبعد نجاح "سمرا" من الممكن أن تجدي 3 أو 4 مسلسلات تتطرق إلى الموضوع نفسه. لكن بالطبع لا يمكننا التعميم، وبين يديّ اليوم نصوص لعدد من الكتّاب الشباب وجدتها جيدة وأنا أحبذ التعامل مع أي كاتب شاب خاصة في كتاباته الأولى بسبب الزخم الموجود في أفكاره كما أنه يضع نَفساً جيداً على الورق.
ماذا عن تعاملك مع كلوديا مرشليان؟
كلوديا هي صانعة أعمال بامتياز كونها تجمع ما بين البساطة والعمق في آن ، ولديها خاصية بأن بإمكانها إيصال أي فكرة عميقة بأسلوب سلس وبسيط يحاكي الناس على اختلاف أفكارهم وثقافاتهم، وذلك من خلال الميلودراما التي تكتبها والجمل المعبّرة التي تستخدمها سواء في مشاهد الفرح أو الحزن. أقدم لها التحية على "سمرا" وأنا سعيدة جداً بتعاملي معها.
هل أنتِ راضية عما قدّمته لغاية اليوم؟
من الصعب أن يصل أي مخرج إلى مرحلة يكون فيها مرتاحاً وراضياً بشكل كامل، لكننا، وفي كل عمل، نسعى لوضع بصمتنا الخاصة ونَفَسنا. أنا حريصة على ألا يكون أي عمل شبيهاً بما سبقه سواء من حيث المواضيع المنتقاة أو الممثلين المشاركين أو حتى الصورة والكادرات والألوان وذلك بغية تقديمه بشكل مختلف تماماً. أرى أن الأعمال المقبلة سيكون تقديمها أصعب بالنسبة إليّ لأن تحقيق الإنتشار والوصول إلى قلوب الجمهور أمر طبيعي ، أما الصعوبة فتكمن في الاستمرارية والحفاظ على النجاح والمستوى المطلوب.
رأيناك حاضرة مع الممثلة سوزان نجم الدين في مؤتمرها الصحفي في بيروت. هل من سبب معيّن؟
سوزان حبيبتي وروح قلبي... لست هنا بصفتي رشا شربتجي المخرجة وإنما بشكل عائلي كوني صديقتها وشقيقتها وزوجة أخيها تمام نجم الدين الصالح. سوزان تستأهل كل الخير وأتمنى لها التوفيق في كل خطواتها فهي طاقة من الحب والحيوية والنشاط.
متى سيجمعكما عمل مشترك؟
أتمنى أن يتمّ قريباً... كان من المفترض أن تجمعنا أعمال عديدة منذ سنوات لكن التوقيت لم يسعفنا، فتارة كانت في مرحلة الحمل وتارة أخرى بداعي السفر... (حظها معي دائماً يا حامل يا مسافرة).
هل تضعين عينك على ممثلين أو ممثلات من لبنان ترغبين بوقوفهم أمام كاميرتك؟
تقلا شمعون وكارمن لبّس.